كجموع نساء حائرات ,, متراصة ,, تناسق غريب
وبريق حول عنقها ذهبي اللون يسر البصر ,, تشبه اجساد جميلات يرتقبن الرحيل الي طرق
لاتنتهي ,, انها الشمبانيا الحمراء ,,
تلمع كأجساد نساء عاريات باحدي النوادي الليلة في احدي المدن البعيدة عن
السجون , يحبها العشاق كما تحبهم ,,
ترتطم احدي الكؤؤس بالارض لتصدر انين زجاج منكسر ,, عله فر هاربا من نشوة الفرح
الليلي العابر ,, او لم يحتمل صدق اللاوعي الاحمر ,, لون النبيت دائما جميل منذ
طفولة الالوان ,,
منذ الازل العاشق ,, تناولها برفق حبيب مفقود ,, وضعها علي الطاولة ,, عنقها بدأ
له كخاصرة حبيبته المجهولة ,, كان ريقه باردا
.. اوردته تتدفق بدماء متعطشة الي الهرب ,,
المقعد
قديم جدا لكن سماءه كانت جديدة ’
الكأس الاول :
كان بصحة الماضي الموجع والذكريات المشجونة ,,
صوت الاغاني بعيد جدا لانه من دواخل الكبت والحرمان , صوت امه يذكره بنعيق الحمار
الذي يحمل اسفارا ’’ لم يكن ليستخف به ولكن كلاهما مهموم ,
صراخ
مزعج يربكه ويمنعه من التركيز بكل ماهو مهم ’’ تشده من اذنيه : الي متي ستتوه
في شوارع الحارة !!
وجهك منحوس كما هو ابوك ’’
اقفلت الباب بشدة ,, صوت آنين المسامير كان
واضحا ,, ورعشة طفل موصوم بعار الشبه !!
عندما تكون العيون بوابة الروح , والشهوة غواية
الجسد , والهوي هو الهوي , ليس كمثله شئ .
كانت النافذة
توقظ فيه عيون الحبيبة ,,, الضفيرة
التي تشبه سلم النجاة ’ الي عوالم الهوي والحرز المحمي با اسماء آلهة الرحمة ,,
وكل اصوات الامر تصيبه بالتوتر , يفقد
صوته شيئا فشيئا ولايقوي علي الاجابة ,
اخرجته من ليله
كبريق النجوم با ابتسامة روح صادقة
,, دون ان تصدر صوتا تئن له المسامير .
الكأس الثاني
كصحراء ناعمة
كان صدره ,, تزيدها عطشا كلما اقتربت منه ,, القت براسها علي تلك الصحراء
المملؤة باالانين والضحكات المفتعلة وخيانة الزمان والوقت ,, كانت انفاسه تشعل
بداخلها صوت كدقات قلوب العاشقين في شوارع
المدن المفتوحة ,, وابواب الاوجاع مغلقة كما هي لاتصدر سوي شهيق الخطي اليومي
الرتيب ,
ملقيا علي تحفة صنعها من تدبير الجنون
بالتأريخ والفن ,, عاريا كما كان ذلك
الآدم الحر ,, كرسم آلهي ملعون بالجمال
المحاط بالقبح الخانق من ذوي الخرافات الساذجة التي تملأ المدينة بأصوات عويل
كنساء ارامل دون رب , وحده لاشريك له سوي ذلك الهوي ,, تمضي نحوه ولاتدركه الا
سارحا في عوالم الصمت البهيج والاحلام الصبية ,, ككتاب لم تقرأه اعوام من الانشغال
برسم لوحة الدواخل التي تحيكها الايام بصبر مله
ساكني الوجع .
رائحته بدت لها كمدن هجرها ساكنيها منذ امد بعيد ,, مدن لاتشبه غيرها, تملؤها قبور
موتي وتعاويذ محبين معلقة علي شجر مليئ بالاشواك التي تعزف موسيقي الرياح الباكية
كلما مرت عبرها نحو مدن لاتعرفها , تلف بيوت الفقراء والاغنياء دون ان تفرق
بين السعيد والشقي , انها الطبيعة التي
لاتعرف الحوار العقلاني كما الادمي المدعي للنبوة منذ بدء الخليقة ولو تواضع عن
التعقل لسما في ارض العدل واحدا له الف اخ ,, ومئة اخت ليست من ابيه المفقود منذ
الالاف السنين بين العمل وجمع النقود لاطعام اسرته من فتات الحكام الظلمة دون رؤية
وجوه اولئك المغطية بدماء الابرياء والمساجين حول اساطير الاوامر الربانية التي
يشتريها الحكام من الكتب وقتما شاءوا !! ولو كان البصر خلق ليغض ماكان الجمال
مخلوق له ليري , فعورة الكذب كيف تخفي علينا ونحن ندين الجمال بما ليس هو صحيح
البتة , , وليالي الوحدة تعزف اوتارها علي انين اولئك العذراوات دون ادم وبعض
الكتب تنام تحت الوسادات التي تخفي عن الامهات اللواتي يصرخن بصوت الحرام والحلال
كما القساوسة والائمة ’’ لولا الغواية لما
كان الجسد بين المحبين سعيدا من شهوة المحبة العنيدة التي لم تذكرها تلك
الكتب المغلقة في حقائب الائمة والقساوسة كلاهما يغويه الجمال كما نحن غويناه .
رقصها علي اطراف اصابعها وخفتها المدهشة لاتختلف
كثيرا عن نقيق الضفادع حول مياه الامطار المتراكمة في الاحياء الفقيرة , فعندما
تضيق القصور بساكنيها تتسع البيوتات الصغيرة لكل الغرباء المسافرين .ولولا الجدار
بين الابوين لما كان صوت الصراخ يملأ الطرقات في الصباحات التي لاتنتظر هولاء
الصغار بفرح معهود ,,لمل الوجع من فعل الايجاع اليومي , ولورثنا لهجة العصافير من
الكتب والروايات الرومانسية التي تحيط بواقعنا الملقي علي عتبة الدين المسكين بلا
حول ولاقوة له من اولئك المجانين , فللعزف اصول وللكتب اسرار لايحيطها سوي المبصرون بنور الحب المتقد لكل ماهو عار
علي طريق الحياة المزدان بعباءات التسول المرقعة بوهج ساسة العورات الكاذبة , فكيف
بوضوء ماء ملطخ بدماء المظاليم !! وغيث
سحب لشموس مغتصبة سماوات الاحرار !!للحقوق مطالبين والموت حقيقته المساواة بين
القبور كما تنساب الرمال حول جميع الجثث
بعطف انانية الظلام المكتوم .