عارف
اني مشتاقة ليك !! عارف اني سافرت بعيد , بعيدا عن السودان لكن قريبا من موسكو ,
كل السكك هنا بتشبهك , البرد شديد وانا شايلاك جواي بحب . البرد شديد وانا لسه بتعلم المشي في التلج ,
وانا ماشة يوم بالليل وقعت في الشارع , كنت منتظرة احد العابرين يمد ايده ويرفعني
, قعدت اتلفت بس مالقيت زول , نفضت الكوت بتاعي وواصلت المشي , وبكيت لاني كنت
بتحسس الدروب كأنك كنت ماشي معاي , بس لحظتها عرفت سر اللمعة الفي عيونك والحزن
البعيد .
السنين
جرت وانا كبرت , كان نفسي تشوفني وانا بكبر , احضنك واشم ريحتك , قلمك الكان دائما
في جيب القميص , ولاعتك الدهبية , برج آيفل البنور بالليل في اوضتك , الحصان
الابيض الكان في مكتبتك . مرت السنين عصيبة وعصية علي قلبي من دونك , صوت البكاء
والعويل مافارقني من 1987 , وقتها كان عمري 3 سنين , ماقادرة انسي الايادي , كان
كلو زول يشيلني شوية ويديني للتاني هسه بقت تشيلني الاوجاع في يد الاقدار والحياة
الواسعة وضيقة .
كانت
كوبر مضلمة , دخلوا شايلنك مغطي , زحمة دموع ملت الذاكرة , دخلوك الاوضة الجمب
اوضة خالوا جمال , الاوضة الكنتو بتلعبوا فيها كوتشينة ومرات تشربوا , عارف انا
بحب الاوضة دي قدر شنو فيها ريحة الدنيا المفتوحة علي الشارع , قبل ماالبلد تبقي
ضيقة وتنقسم , الابواب كانت مواربة للغريب والقريب , قفلوا باب الاوضة مسافة طويلة
وانا مستنياك تطلع , كنت عاوزاك تشيلني زي زمان وتقول لي يا ايما اللئيمة , بس انت
ماجيت وفضلت مستنياك , عارف اني لحدي هسه مستنياك بنفس اللهفة والشوق ’ ولسه بحلم
بيك , اخر مرة جيتني في الحلم وانت راكب مركب في نص بحر , بحر كبير , وقلت لي
ماتخافي وكنت بتعاين لي بس المركب كانت بتبعد وصحيت وعلي طرف عيني دمعة باردة ,
مسحتها وابتسمت ليك .
عارف
اني بحب الشعر وكمان بكتب , انت العلمتني اكتب , اخر خاطرة كتبتها عنك كانت :
(البت اليتيمة بتشوف ابوها في عيون حبايبها , في
الدروب المابتشبه الا ريحته ’ ولما تحلم بيكون شعر الحلم منكوش زي اللهفة الاولي
’ ومسكة اليد ) .
حواء الكانت حارسة بيت شمبات بتسأل عنك , آخر مرة
شفتها حضنتني وبكت شديد وقالت لي انها بتحبك شديد , قالت لي ان يوم من الايام امي
ختت الغداء وانت جيت قعدت عشان تاكل , بس فقدتها وسالت امي : وين حواء ! قالت ليك
برا بتاكل ’ وانت قلت ليها ناديها تاكل معانا , وامي قالت ليك : كيف ياالصاوي يعني
الغفراء ياكلوا معانا في صينية واحدة , قمت مشيت برا وجبت حواء من يدها وقعدتها
جمبك واكلت معاك في صحن واحد ’ انت بتحب الناس وكمان هم بحبوك وكل مايشوفوني
بحضنوني وببكوا , انا ماعارفة فيني شنو منك بس عارفة انك اختفيت فجأة وسيرتك كانت
مابتتفتح عاملة زي الكتاب المليان اسرار .
دخلت
جامعة الخرطوم الكنت بتحبها , وكل ما امر بكلية العلوم قلبي بيرف , مع انك درست
فيها سنة واحدة وسافرت .
لسه
الحزب الشيوعي بيذكرني بيك , وفي مرة حبيت واحد شيوعي علي السكين , بس ود جدع وبحب
البلد , نشيط زي النحل مابيكل ابدا , اتخيل انه طلع من كوستي !! شفت الصدف الغريبة
دي ! سالته من اجزخانة الامانة الكنت شغال فيها ولما سافر سال عنك هناك وعرف مجموعة
من اصحابك وكلمني انك كنت زميل محترم ومنضبط فل الفل , فرحت شديد وانا بسمع حكاويك
الحلوة , ماقدرت اكتم الكلام ومشيت حكيت لامي عنك وعن كوستي واني بحب واحد شيوعي ,
صرت وشها وقالت لي : تاني يا ايمان , عاوزاهو يمشي مربع 27 يشتري العرقي ويجيكي لط
, ويقعد يغني في الحوش ياالحجروك علي ,,
وبعدين ينوم ليكي في الكنبة ويجي الحرامي لافي في سكن الدكاترة عادي كان بجي
الحرامي يخش الاوضة وانا بعمل نفسي نايمة لما يمرق , وابوك يصحي الصباح يبتسم في
وشي ويقول لي انا آسف يادلال انا بحبك .
كان
نفسي اسمعك وانت بتغني معاهم , صوتك شكله شنو وملامحك عاملة كيف .
انا
آسفة اني بقيت مابزورك في حمد النيل بس انت عارف اني مشيت مكان قريب منك فيهو
ذكرياتك ودروبك عارف ليه ! دا كله عشان
بحبك
بحبك
بتك
ايما