Saturday 6 July 2013

يوسـف

يوسـف

باالامس اقلق منامي  يوسف ,  كنت افكر كم هو غريب كم هو ليس بضال , اعماله تتسم بنكهة خاصة
 نكهة صدق وانين بعيد ,, كيفية اختياره لشخوصه من حيث الملامح والاداء ,, موسيقاه تعرف من قبل ان تبدأ  ,,  في احدي المشاهد التي ذهلت منها حقا في فيلم ( عودة الابن الضال ) وجه فاطمة  يوم زواجها من علي ,, ترددت الف مرة هلي هي سهير المرشدي ام شخص آخر !!  بدا لي وجهها كأرجوز في مسرح عرائس !! كيف استطاع ان  يصيغ احساس الحب والاستسلام لاقنعة الحياة من خلال   وجه هذه الفاطمة !
وما ادهشني ايضا صوت علي الذي كان يشبه صوت ابراهيم  الذي كان متهم بالشبه لخاله الذي سبب الالم لاسرته سنين طوال ,, كان يوسف يريد ان يقول الصوت الصادق بطلع من روح واحدة ’’  ركز علي الصوت وليس علي فيزيائيات الشكل الخارجي وهذا من اذكي الاختيارات ,
محمود المليجي وهو يحاور الصحراء كان يصرخ بصوت يوسف نفسه  , وهو يقول لعلي : انت كلب انت كلب جاهل !! احسست ان المليجي  كان يحاور شخصه في علي ,, وعندما قال : انا مخلوق للحب وبس !! كانت هي العبارة التي تشفي غليله من ضربات الزمن  وعمره الذي تسرسب من بيد يديه ,
عندما وصل عصاته بينه وبين ابنه كان حوار مع النفس قاسي جدا
يوسف شاهين  اتهم بالغموض حول فنه ومقاصده من هذه النوعية من الاختيارات ,, لم تكن اختيارات متعمدة او مقصودة ,, حتي ان افلامه تبدو للكثير ذات نهاية غامضة او غير مفهومة , لم تكن النهاية هي قضية يوسف شاهين بقدر ماهو شخص مسكون بالفن بالموسيقي يالمشاهد الحياتية ,,
دائما يتهم مثل يوسف بالسؤال : ايه القصد في كدا !!

الفن ليس له قصد ,, يقول الكثير من الفنانين هو رسالة !!
نعم هو رسالة لكن ليست مرهونة بالنهاية التي نتمناها او ننتظرها ,, هو رسالة مملؤة بالجمال بالحب بالدهشة الحقيقية ’’ بمنولوجات الدواخل التي بيننا وبين انفسنا دون حواجز ’’

الفن ليس له قصد  او نهاية

الف رحمة ونور عليك يا يوسف 


No comments:

Post a Comment