Sunday 7 July 2013

السيدة وعلي الزين

شوارع الخرطوم حزينة وموجوعة يبكيها الشجر كما بكي يعقوب ابنه يوسف ..  احذية الغلابة تطرق كل يوم ابواب الشارع الموصدة ,, ببصيص خطوات نحو الخلاص  ,,  نحو حبيبة حنون ,, حبيبة زي المطر
 ,, تملاء الذاكرة  صدق ووضوح ..

والشوارع مابتتعب ,, نفس الوجوه ,, الخطاوي
اه عليك ياسودان
الخطاوي لم تمل المشاوير .. الاصحاب الحنان ,, الدموع الفجأة ,, والفرح البعيد ,, الانتظار , الملل ,, الحب ,, العالم .. الصدفة ,, الرغبة ,, الخجل ,, الوجع ,, البرد ,, المواعيد ,, الفراق ,, الحصص
اللعب ,, النحيب ,, الحقيقة ,, الظل ,,
الخوف يبني  المسافة التي بينك وبين روحك .. كلما ابتعدت منك كلما عرفت كلما تاملت الاشياء اعمق .
بين سكك القطارات وداعات ودموع ,, فرح لقاءات عابرة  يملأ العالم بالصمت والحنين , وانا اجلس في مكان بعيد عني يعرفني ولا اعرفه .. الذاكرة المليئة بالاغاني الحنينة ,, والالوان الباهتة ,,  والاحباء المجهولون ,, وظل صديقتي عندما نعود من المدرسة غبار الشوارع يملأني بالسفر ,, وصوت عمتي السيدة يناديني من حين لاخر : يابت انتي كويسة خواتك كويسات !! صوت بعيد يجيب حنان العمة سيدة : ياحليلك يالصاوي  السيدة بتحبك شديد وبتشبهك ايديها زي ايديك !! وريحة عرقها زييك !! وصوتها زي صوتك البعرفه من زمان  ,, سيدة بتحب الناس .. كل يوم بتسافر من الزيداب للدامر ومن الدامر للخرطوم .. سيدة سرحانة في هم الدنيا , شايلة كرتونة القرقوش لي اهلها وقزازة سمن بلدي ريحته مابتتنسي ,, نفس الجدايل والشلوخ ,, عيونه بتلمع زي عيون استاذ علي الزين ,, علي الزين وسيدة بيتشابهو  مع انهم ما اتلاقوا ,,من زمن الصدق الاصبح في عيون الناس مظنة !!                                                                                   
  لكن كمنجة علي الزين بتشبه خطوات السيدة .. حنينة بتخش القلب ..

الحب البيني وبين الحكاوي قديم .. زي بيوت الانجليز ,,  وريحة الافندية وهم راجعين من الشغل ..     والدكاكين الفي النواصي .. والشوارع المظلمة , والرواكيب الحارسة العمارات , وخيانة الصحبات ,, وابواب الترزية المقفلة ,, والفستان الضيق ,, والشطة الحارة ,, والايس كريم لمن يسيح ... وامك لمن تدقك والعيب 
والحرام .

No comments:

Post a Comment