Sunday, 21 July 2013

أخوان أحبة

حاجة رقية بثوبها الابيض الودود كانت بتقول : ديل ولادي ولاد الميدوب جبتهم بعد النديهة , وذلك لانها تأخرت في انجابهم فكانت تمشي تنده الشيخ المجذوب , كانت لها ملامح قديسات الكنائس وصمت الحكماء وكأنها لاتنطق عن الهوي ’ دخل عليها احد اقربائها يحمل في عينيه خبر شين زي مابقولوا اهل البلد : البركة فيكي ياحاجة  , نظرت اليه بصمتها الصبور : في منو ياولدي !! اجابها بحزن وصوت مرتجف من العبرة : في الصاوي ياحاجة .. سكتت
ياتو فيهم الصغير ولا الكبير ؟ علما انه الكبير اخوها صاحب الاسم والصغير جناها المسمي علي الكبير ,  اجابها مجبرا علي صدق الحقيقة المرة , حقيقة الموت : الصغير ياحاجة رقية . سكتت ولم تزرف دمعة واحدة لم تنطق بحرف واحد .. فجة الموت صعيبة علي ام مكلومة في جناها ’ مرضت مرض شديد  وكانت بتستفرغ دم , شالوها بالعنقريب ودوها الخرطوم , وانا كنت صغيرة اصغر من احزان الدنيا وهم الموت ,, منشغلة باللعب في الجنينة , دق جرس الباب ’ فتحوا الباب ضلفتين شايلين العنقريب فوق كتوفهم وكانت لسه  بتستفرغ  دم وانا كنت شايفاها وطرف توبها برفرف علي الواطة وبيعمل ضل ’ ضل كبير اكبر من الموت والعنقريب والحزن .
كانت خطاي تكبر يوم بعد يوم ولم يفارقني ثوبها الابيض زي روحها الطاهرة . اهدتها الحياة الصاوي ومبشر , واخذت الصغير علي غفلة وعجل , ومازال باب الحوش موصودا يسمع صوت امها وهي تقول لزوجها مصطفي : مابنخلي رقية تمشي الزيداب قالوا فيها الملاريا واحنا بنخاف عليها وسافر مصطفي الزيداب وتزوج بأخري اسمها جميلة .
اخوان احبة زي موية وضل , لما الدنيا تمغرب يشقوا المقابر سوا يمشوا علي نادي الحلة ويقعدوا مع خالهم , كانت رائحة الحياة تفوح من جلاليبهم البيضاء زي توب رقية , يصعد المبشر علي طاولة النادي ويلقي الشعر وهو مازال صغيرا علي دروب الحياة لم يدري عن الاقدار وماتخبئه له .
وفي الصباح يشيلوا الخضار يبيعوهوا في السوق , والمبشر كان فالح ونجيض لكن الصاوي كان مسكين ومازول سوق , يرجعوا البيت لي امهم شايلين عرق الحياة بطعمها المعتق .
جاء العيد عشان يفتح ابواب البيوت علي الحياة , خالهم جاب ليهم جلاليب العيد وابوهم في الزيداب , سمعوا صوت بناديهم يااولاد جيبوا لي الفلاني والفلاني ,, مبشر قال للصاوي تعال هنا , الصاوي مندهش بوجهه الطفولي وشلوخه التي لم تنضج بعد , في شنو !!
المبشر : اقلع !! قلعوا الجلاليب ورموها لي خالهم بالحيطة ! وقال ليه ابشر بي صوت عالي : ديل عراريقك شيلهم مادايرنهم !!
يال دهشتي من معرفة الاطفال بالكرامة وعزة النفس !

اين كرامتنا وعزة نفسنا ونحن نبكي وطن مد البصر والبصيرة !! 

1 comment: