حاجة رقية بثوبها الابيض الودود كانت
بتقول : ديل ولادي ولاد الميدوب جبتهم بعد النديهة , وذلك لانها تأخرت في انجابهم
فكانت تمشي تنده الشيخ المجذوب , كانت لها ملامح قديسات الكنائس وصمت الحكماء
وكأنها لاتنطق عن الهوي ’ دخل عليها احد اقربائها يحمل في عينيه خبر شين زي
مابقولوا اهل البلد : البركة فيكي ياحاجة
, نظرت اليه بصمتها الصبور : في منو ياولدي !! اجابها بحزن وصوت مرتجف من
العبرة : في الصاوي ياحاجة .. سكتت
ياتو فيهم الصغير ولا الكبير ؟ علما
انه الكبير اخوها صاحب الاسم والصغير جناها المسمي علي الكبير , اجابها مجبرا علي صدق الحقيقة المرة , حقيقة
الموت : الصغير ياحاجة رقية . سكتت ولم تزرف دمعة واحدة لم تنطق بحرف واحد .. فجة
الموت صعيبة علي ام مكلومة في جناها ’ مرضت مرض شديد وكانت بتستفرغ دم , شالوها بالعنقريب ودوها
الخرطوم , وانا كنت صغيرة اصغر من احزان الدنيا وهم الموت ,, منشغلة باللعب في
الجنينة , دق جرس الباب ’ فتحوا الباب ضلفتين شايلين العنقريب فوق كتوفهم وكانت
لسه بتستفرغ دم وانا كنت شايفاها وطرف توبها برفرف علي
الواطة وبيعمل ضل ’ ضل كبير اكبر من الموت والعنقريب والحزن .
كانت خطاي تكبر يوم بعد يوم ولم يفارقني
ثوبها الابيض زي روحها الطاهرة . اهدتها الحياة الصاوي ومبشر , واخذت الصغير علي
غفلة وعجل , ومازال باب الحوش موصودا يسمع صوت امها وهي تقول لزوجها مصطفي :
مابنخلي رقية تمشي الزيداب قالوا فيها الملاريا واحنا بنخاف عليها وسافر مصطفي
الزيداب وتزوج بأخري اسمها جميلة .
اخوان احبة زي موية وضل , لما الدنيا
تمغرب يشقوا المقابر سوا يمشوا علي نادي الحلة ويقعدوا مع خالهم , كانت رائحة الحياة
تفوح من جلاليبهم البيضاء زي توب رقية , يصعد المبشر علي طاولة النادي ويلقي الشعر
وهو مازال صغيرا علي دروب الحياة لم يدري عن الاقدار وماتخبئه له .
وفي الصباح يشيلوا الخضار يبيعوهوا في
السوق , والمبشر كان فالح ونجيض لكن الصاوي كان مسكين ومازول سوق , يرجعوا البيت
لي امهم شايلين عرق الحياة بطعمها المعتق .
جاء العيد عشان يفتح ابواب البيوت علي
الحياة , خالهم جاب ليهم جلاليب العيد وابوهم في الزيداب , سمعوا صوت بناديهم
يااولاد جيبوا لي الفلاني والفلاني ,, مبشر قال للصاوي تعال هنا , الصاوي مندهش
بوجهه الطفولي وشلوخه التي لم تنضج بعد , في شنو !!
المبشر : اقلع !! قلعوا الجلاليب
ورموها لي خالهم بالحيطة ! وقال ليه ابشر بي صوت عالي : ديل عراريقك شيلهم
مادايرنهم !!
يال دهشتي من معرفة الاطفال بالكرامة
وعزة النفس !
اين كرامتنا وعزة نفسنا ونحن نبكي وطن
مد البصر والبصيرة !!
God bless you Ema, very good work. XX
ReplyDelete