Sunday, 28 July 2013

البــت اليتيمة

عارف اني مشتاقة ليك !! عارف اني سافرت بعيد , بعيدا عن السودان لكن قريبا من موسكو , كل السكك هنا بتشبهك , البرد شديد وانا شايلاك جواي بحب  . البرد شديد وانا لسه بتعلم المشي في التلج , وانا ماشة يوم بالليل وقعت في الشارع , كنت منتظرة احد العابرين يمد ايده ويرفعني , قعدت اتلفت بس مالقيت زول , نفضت الكوت بتاعي وواصلت المشي , وبكيت لاني كنت بتحسس الدروب كأنك كنت ماشي معاي , بس لحظتها عرفت سر اللمعة الفي عيونك والحزن البعيد .
السنين جرت وانا كبرت , كان نفسي تشوفني وانا بكبر , احضنك واشم ريحتك , قلمك الكان دائما في جيب القميص , ولاعتك الدهبية , برج آيفل البنور بالليل في اوضتك , الحصان الابيض الكان في مكتبتك . مرت السنين عصيبة وعصية علي قلبي من دونك , صوت البكاء والعويل مافارقني من 1987 , وقتها كان عمري 3 سنين , ماقادرة انسي الايادي , كان كلو زول يشيلني شوية ويديني للتاني هسه بقت تشيلني الاوجاع في يد الاقدار والحياة الواسعة وضيقة .
  كانت كوبر مضلمة , دخلوا شايلنك مغطي , زحمة دموع ملت الذاكرة , دخلوك الاوضة الجمب اوضة خالوا جمال , الاوضة الكنتو بتلعبوا فيها كوتشينة ومرات تشربوا , عارف انا بحب الاوضة دي قدر شنو فيها ريحة الدنيا المفتوحة علي الشارع , قبل ماالبلد تبقي ضيقة وتنقسم , الابواب كانت مواربة للغريب والقريب , قفلوا باب الاوضة مسافة طويلة وانا مستنياك تطلع , كنت عاوزاك تشيلني زي زمان وتقول لي يا ايما اللئيمة , بس انت ماجيت وفضلت مستنياك , عارف اني لحدي هسه مستنياك بنفس اللهفة والشوق ’ ولسه بحلم بيك , اخر مرة جيتني في الحلم وانت راكب مركب في نص بحر , بحر كبير , وقلت لي ماتخافي وكنت بتعاين لي بس المركب كانت بتبعد وصحيت وعلي طرف عيني دمعة باردة , مسحتها وابتسمت ليك .
عارف اني بحب الشعر وكمان بكتب , انت العلمتني اكتب , اخر خاطرة كتبتها عنك كانت :
 (البت اليتيمة بتشوف ابوها في عيون حبايبها , في الدروب المابتشبه الا ريحته ’ ولما تحلم بيكون شعر الحلم منكوش زي اللهفة الاولي ’  ومسكة اليد ) .
حواء  الكانت حارسة بيت شمبات بتسأل عنك , آخر مرة شفتها حضنتني وبكت شديد وقالت لي انها بتحبك شديد , قالت لي ان يوم من الايام امي ختت الغداء وانت جيت قعدت عشان تاكل , بس فقدتها وسالت امي : وين حواء ! قالت ليك برا بتاكل ’ وانت قلت ليها ناديها تاكل معانا , وامي قالت ليك : كيف ياالصاوي يعني الغفراء ياكلوا معانا في صينية واحدة , قمت مشيت برا وجبت حواء من يدها وقعدتها جمبك واكلت معاك في صحن واحد ’ انت بتحب الناس وكمان هم بحبوك وكل مايشوفوني بحضنوني وببكوا , انا ماعارفة فيني شنو منك بس عارفة انك اختفيت فجأة وسيرتك كانت مابتتفتح عاملة زي الكتاب المليان اسرار .
دخلت جامعة الخرطوم الكنت بتحبها , وكل ما امر بكلية العلوم قلبي بيرف , مع انك درست فيها سنة واحدة وسافرت .
لسه الحزب الشيوعي بيذكرني بيك , وفي مرة حبيت واحد شيوعي علي السكين , بس ود جدع وبحب البلد , نشيط زي النحل مابيكل ابدا , اتخيل انه طلع من كوستي !! شفت الصدف الغريبة دي ! سالته من اجزخانة الامانة الكنت شغال فيها ولما سافر سال عنك هناك وعرف مجموعة من اصحابك وكلمني انك كنت زميل محترم ومنضبط فل الفل , فرحت شديد وانا بسمع حكاويك الحلوة , ماقدرت اكتم الكلام ومشيت حكيت لامي عنك وعن كوستي واني بحب واحد شيوعي , صرت وشها وقالت لي : تاني يا ايمان , عاوزاهو يمشي مربع 27 يشتري العرقي ويجيكي لط , ويقعد يغني في الحوش ياالحجروك علي  ,, وبعدين ينوم ليكي في الكنبة ويجي الحرامي لافي في سكن الدكاترة عادي كان بجي الحرامي يخش الاوضة وانا بعمل نفسي نايمة لما يمرق , وابوك يصحي الصباح يبتسم في وشي ويقول لي انا آسف يادلال  انا بحبك .
كان نفسي اسمعك وانت بتغني معاهم , صوتك شكله شنو وملامحك  عاملة كيف .
انا آسفة اني بقيت مابزورك في حمد النيل بس انت عارف اني مشيت مكان قريب منك فيهو ذكرياتك ودروبك  عارف ليه ! دا كله عشان بحبك 
بحبك

بتك ايما 




1 comment: